وقال ابن مسعود وغيره: [ إن موت الفجأة تخفيف عن المؤمن ]. وموت الفجأة ليس في ذاته دليل على أن هذا مؤمن أو أنه فاجر، وإنما هو راحة للمؤمن من سكرات الموت، إذ إن الله عافاه وأراحه فجأةً، وإن كان منافقاً فاجراً فقد اخترمته المنية ولم يمهل ليتوب.
إذاً: حتى موت الفجأة له محملان: فهو في حق هذا فيه خير، وفي حق هذا غير ذلك، لكن عموماً السلف لهم ملحظين: فمنهم من لاحظ أن هذا تخفيف، وهو آخر ما يبتلى به المؤمن، فأحب ذلك ولم يكرهه؛ لأنه يعلم أنه يتعب مهما اشتد التعب، ويكون بعده البشرى والراحة التي لا تعب بعدها، فنظر إلى ما بعد ذلك فهان عليه ما قبله، لكن الآخرون قالوا: نحن لا نريد هذه الشدة، ونخاف أن نفتن، ونسأل الله العافية، ونسأل الله التخفيف، فنظروا إلى الأصل الذي نعرفه جميعاً.